AL-MaS
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصلب بين الحقيقة والخيال 6

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
theboss
عضـــو صغــيور
عضـــو  صغــيور



المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 28/11/2007

الصلب بين الحقيقة والخيال 6 Empty
مُساهمةموضوع: الصلب بين الحقيقة والخيال 6   الصلب بين الحقيقة والخيال 6 Empty28th نوفمبر 2007, 07:14

الفصل السَّادسْ: وَقَائِع محاكمَة يَسُوع
انصرفوا ساعة الحاجة إليهم :
لا يوجد في تاريخ العالم مثل هذا الخُذْلان المتخاذل والخيانة . لقد لقى عيسى عليه السلام استجابة هي أضعف التجاوب من حوارييه .
" كان تلاميذه المباشرون لا يفهمونه ولا يفهمون أعماله . كانوا يريدونه أن ينصِّب نفسه ملكاً لليهود . كانوا يريدونه أن يستنزل النار من السماء . كانوا يريدون أن يجلسوا عن يمينه وعن يساره في ملكوته . كانوا يريدونه أن يُريَهم أباه ، وأن يجعل الله مرئياً لعيونهم المجسمة ، كانوا يريدونه أن يعمل ، وكانوا يريدون هم أنفسهم أن يعملوا أي شيء وكل شيء يتعارض مع خطته الكبرى . تلك كانت الطريقة التي عاملوه بها حتى النهاية . وعندما حلَّت النهاية تركه الجميع وهربوا " .
ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم أعظم رجل فـي التاريخ كما قال مايكل م . هارت . ولو كان محمد عليه السلام هو أكثر الشخصيات الدينية نجاحاً كما قررت الطبعة 11 من الإنسيكولوبيديا البريطانية . ولو كان محمد عليه السلام هو أعظم قائد في التاريخ على مَرِّ كل العصور كما يؤكد جولز ماسرمان بمجلة " تايم " . ولو كان محمد عليه السلام هو أعظم إنسان عاش على وجه الأرض كما أكد لامرتين في كتابه " تاريخ الترك " ، فإنه يمكن أن يزعُم من يشاء أن عيسى عليه السلام كان " أبأس الرسُل حَظّاً " .
أساء حواريو المسيح عليه السلام فهمه . وحَرَّف اليهود دائماً ما يَنْطق به . وأتباعه الذين يزعمون أنهم أتباعه أساءوا دائماً تطبيق تعاليمه حتى اليوم . ولو كان يسوع يابانيّاً بَدَلَ أنْ يكون يهودياً ، لكان من المؤكد أن ينتحر بطريقة " الهارى كارى " بدلاً من أن يتحمل زيغ وعدم إخلاص أتباعه .
حكم قضائي قبل نظر القضية :
إن مصير عيسى عليه السلام قد تم حسمه بالفعل . إن " كايفاس " رئيس الكهنة على رأس السنهدرين ( وهي الهيئة الدينية لأحبار اليهود ) لا يمكن أن يكون له اعتبار بنظر أي محكمة للعدل متحضرة بسبب رأيه المسبق في المتهم . لقد كان بالفعل قد حكم على عيسى بالموْت دون استماع إليه ( وإلى دفاعه ) . كان قد أوصى مجلسه حتى قبْلَ نظرِ القضية بقوله " … ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها " ( يوحنا 11 : 50 ) .
وتميَّعتْ قضية يسوع ! لابَحْثَ عن الصواب أو الخطأ ، أوْ عَنْ العدل أو الظلم ، كان الأمر مُبَيّتاً ! وكانت المحاكمة مهزلة . بطريقة أو بأخرى ، كانوا يريدون إدانة يسوع وانتهاء أمْرِه .. وفي منتصف الليل ، لو جاز لنا أن نعتبر الثانية صباحاً في منتصف الليل ، كان اليهود قد جهزوا شهود زور ليشهدوا ضد يسوع . وانعقاد المحكمة بعد منتصف الليل كان ضد معتقدات اليهود . لكن هذا الخروج عن الإجراءات لا يهم ورغم تشجيع وتعاطف المحققين والمحلفين للشهود فإن شهود الزور لم يستطيعوا أن يتفقوا في القرائن والوقائع التي يشهدون بها .
كان الموضوع فوق احتمال يسوع . لم يستطع أن يحتفظ بسلامه . كان عليه أن يعترض ويَحْتج . قال في دفاعه عن نفسه : " .. أنا كَلَّمت العالَم علانية . أنا علَّمت كُلَّ حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائماً . وفي الخفاء لم أتحدث بشيء " ( يوحنا 18 : 20 ) .
وفي جوهر أقواله أوضح أنه لم ينشر تعاليم سريَّة ولا عقائد خَفيَّة . لم يُعلِّم شيئاً في الخفاء لم يكن ليعلنه للجميع وهي القضية التي كان يمكن لليهود أن يجمعوا جيشاً من الشهود ليشهدوا ضده . ولكن يا لها من مهزلة !
إن اليهود لم يستطيعوا أن يجدوا اثنين من الشهود تتطابق شهادتهما . كما ورد في إنجيل مرقس ( 14 : 59 ) وكانت حجته قوية ، لدرجة أن ضابطاً متعصباً بلغت به القحة إلى حد أن يضربه في صمت . هل أوهن هذا من عزيمة يسوع ؟ كلا . بدلاً من أن تفل عزيمته توجه إلى متحديه قائلاً : " … إن كنت قد تكلمت رديّاً فاشهد على الردَّىَ وإنْ حسنا فلماذا تضربني " ( يوحنا 18 : 23 ) .
كانت الضحيَّة تتفلت من بين أصابعهم . فرصتهم الآن أوْ لا فُرصة لهم على الإطلاق . من الناحية القانونية لم يستطيعوا أن يُجَرِّموه . الاختلاق المباشر كان ضرورياً . يتدخل الكاهن الأكبر في المحاكمة قائلاً " خَبّرنا إذن أأنت المسيح ابن المبارك فقال يسوع أنا هو .. " ( مرقس 14 : 61 – 62 ) ( تقول إنك ) " ابن الله " كفى تجديفاً
ولم يكن ثمة كُفْر ولا خطيئة في إفادة عيسى عليه السلام البسيطة . إن كلمة " كرايست " هـي الترجمة اليونانية للكلمة العبرية " مسيح " التي تعني الشخص الممسوح بالزيت . وهاهنا ها هي ذي كلمة " كرايست " يتم خلطها بالله ومزجها معه . ويجب أن تفْصِل هذا المعنى ( الذي انساق إليه اليهود أثناء محاكمة يسوع ) عن الإشراك في العقيدة المسيحية فيما يتعلق بالتجسيد ، حيث يتجسد الله في صورة إنسان . إن انتظار اليهود قدوم المسيح ، لم يكن يُوحِّد بين المسيح والله . حقاً إن طبيعة التوحيد اليهودي كانت تتسع لكثير من أسباب الشرك . فتعبير " ابن الله " تعبيرٌ كان جائزاً في الديانة اليهودية . ويبدو أن الله كان عنده أطنان من الأبناء في كتاب اليهود المقدس ولكن لو كان المراد هو البحث في مأزق فلا حاجة إلى الذهاب بعيداً . ستجده عند أقرب حَنْية . كان رئيس الكهنة فرحان تغمره النشوة . شَعَر أنَّ سؤاله المباغت قد فتح الثغرات في دفاع يسوع . ولكي يُضْفي طابعاً مسرحياً على نصره الذي انتزعه من براثن الهزيمة أخذ يشق ثوبه وهو يقول حسب رواية مرقس : " … وما حاجتنا بَعْدُ إلى شهود … فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت " ( مرقس 14 : 63 - 64 ) .
مُذنباً أو غير مذنب – " يجب أن يموت يسوع ! "
حكم اليهود بغير حق ، أن يسوع قَدْ جدّف على الله وهو ما يشبه الخيانة العظمى فيما يتعلق بالناحية الروحية .. وموقف المسيحيين يتّحد مع موقف اليهود في هذا الصدد معتبرين أنه لأنه إله فمن حقه أن يُجدِّف على الله ولا يكون ثمة تجديف . كلا الفريقين يهوداً ومسيحيين يريدون يسوع المسكين أن يموت . يريده الفريق الأول ( اليهود ) أن يموت للتخلص منه ( باعتبار أنه يدعي أنه المسيح كذباً ) ويريده الفريق الثاني ( المسيحيون ) أن يموت ليتحقق لهم " أحلى خلاص " من الخطايا والآثام .
كان الحكم سريعاً وبالإجماع . وكان مُعَدّاً وجاهزاً . ولكن دونما مساندة من الرومان ، لم يكن اليهود ليستطيعوا أن يشنقوه . أخذوا ضحيتهم في الصباح إلى يونتيوس بيلاطس لأنهم حسب قولهم : " لا يحق لنا قانوناً أن نقتل أحداً " ( يوحنا 18 : 31 ) .

وبيلاطس يجيز اللعبة :
وعندما اكتشف بيلاطس أن يسوع من أهل الجليل ، وهم أكثر طوائف الشعب شغباً ، شعر بيلاطس أنه مـن الحكمة أن يجيز اللعبة فأحال قضية اليهود مع يسوع إلى مساعدة هيرود . وأنتم تعرفون اللعبة الأزلية التي بدأت في الجنة ، كما تقول كتابات المسيحية . لكن اللعبة لم تفلح . وبعد محاولة عقيم من هيرود للحصول على تعاون يسوع ( مع الحكم الروماني ) أعاد هيرود القضية إلى بيلاطس .
كان اليهود قد أدانوا " يسوع " بالتجديف على الله . ادعوا أنه رجل يزعم أنه إله . لكن هذا لم يكن يهم بيلاطس . كان لديه في بلاده الأصلية ( روما ) الكثير من الرجال المتألهين عنده : جوبيتر وبلوتو وفلكان وإيروس ومارس ونبتون وأبولو وزيوس كأسماء قليلة لبعض آلهة البنثيون. وزيادة أو نقصان واحد لا يشكل أهمية لَدَيْه . وكان اليهود يعرفون هذا جيداً . ولذلك غَيّروا اتهامهم من التجديف إلى الخيانة . وبدأوا اتهامهم بقولهم :
" إننا وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تُعطَي جزْيةٌ لقيصر قائلاً إنه مسيح ملك " ( لوقا 23 : 2 ) .
وتهمة زائفة أخرى :
كانت التهمة زائفة تمام الزيف . وفي مواجهة اتهامهم المزعوم قال فيما يتعلق بموضوع الضرائب : " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " . ( متى 22 : 21 ) . أي ضَيرْ في هذا ؟ كان اليهود مثلهم في ذلك مثل المسيحيين اخترعوا معنى جديداً لكلمة " المسيح " إذ جعلوها تعني " الملك " لكي يبدو بسهولة كمعارض لسلطان مَلِك الرومان . وابتلع بيلاطس الطعم . لكن هذا الرجل المسكين البائس اليائس ، كان يبدو غير مُسبِّب لأيِّ خَطَر . إنه لم يكن يبدو مثل زيلوت المشاغب السياسي والإرهابي المعادي للنظام .
دفاع محكم وحكم عادل :
يسأل بيلاطس " يسوع " غير مصدق فيقول حسب رواية القديس يوحنا : " أنت ملك اليهود . أجابه يسوع .. مملكتي ليست من هذا العالم . ولو كانت مملكتي من هذا العالم ، لكان خُداَّمي يجاهدون لكيلا أسلم إلى اليهود . ولكن الآن ليست مملكتي من هنا " ( يوحنا 18 : 33 -36 ) .
دفاع مقنع لا يستطيع مستشار الملك القانوني في بريطانيا العظمى أن يقدم أبرع منه . لم ينكر موقفه الديني . لكن مملكته كانت مملكة روحية وكانت رياسته لها كي ينقذ أمته من الرذيلة والانحلال . ولم يكن هذا الاعتبار يهم الحاكم الروماني . فيمضي بيلاطس إلى اليهود المنتظرين بالخارج ليُردَّ لهم المتهم الذي لم يثبت عليه الاتهام وهو يقول " أنا لم أجِدْ له عِلَّة واحدة " ( يوحنا 18 : 38 ) .
ورغم أنه من المفروض أن متى ومرقس ولوقا ويوحنا قد دوَّنوا سجلات مستقلة ، كل منهم عن الآخر – في موضوع حياة السيد المسيح عليه السلام فإنه لأمْرُ مدهش أنْ نجد تلك الرؤية لأنصاف وأجزاء من الأمور ، دون رؤية النصف الآخر أو الأجزاء الأخرى . إن الثلاثة الأول ( متى ومرقس ولوقا ) لم يكونوا قد سمعوا كلمات ( المسيح عليه السلام التي تقول ) " مملكتي ليست من هذا العالم " على الإطلاق . لو أن الله ( سبحانه ) قد أملى هذه الكلمات على يوحنا وحده على وجه القصر والإفراد ، أو لو كان أحد الشهود قد أخبره بها ، فمن اللازم أن هذه الكلمات قد تحركت بها شفتا " يسوع " . إنها وجه دفع وبراءة هام جداً في دفاعه البارع ضد اتهام اليهود الزائف له . كيف وصلت هذه الكلمات إلى أيّ أذن ، دون أن يكون يسوع قد فتح فمه ؟ .
… أم تكلم مغلق الفم ؟
لقد بُحَّ صوت المتحمسين للإنجيل يتغنون ويصيحون بأن يسوع اقتيد إلى الصليب " ولم يفتح فاه كشاة تُساقُ إلـى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازريها فلم يفتح فاه " . ( أشعياء 53 : 7 ) فيا للأرواح المسكينة المضللة . والآن ها هو ذا واحد من الذين ولدوا من جديد ( المبشرين ) ينضم إلى الجوقة بتكرار نفس الهراء . ولنقتبس شيئاً مما يقول حرفياً بكتابه لنجده يقول : إن أشعياء يخبرنا عن يسوع المسيح :
1- إن يسوع لم يشأ أن يدافع عن نفسه أثناء محاكمته " لم يفتح فمه " .
وعندما تصادف شخصاً واحداً من هؤلاء المغالطين سله : " هل تكلم عيسى مغلق الفم ؟ " وهو يقول :
أ- أمام بونتياس بلاتوس " مملكتي ليست من هذا العالم " . ( يوحنا : 18 : 36 ) .
ب- أمام السنهدرين ( عندما قال للحارس الذي بادره بالضرب : " إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردى وإن حسناً فلماذا تضربني " . ( يوحنا 18 : 23 ) .
ج- أما الله عندما كان في البستان إذ قال : " يا أبتاه إن أمكن فلتعبر معي عني هذه الكأس " . ( متى 26 : 39 ) .
ونحن – المسلمين – نؤمن بالكثير الكثير من معجزات عيسى عليه السلام ، ولكننا نحاذر أن نصدِّق أنه عليه السلام قد انغمس في لعبة " الكلام مع خفاء مصدر الصوت " لقد فتح عيسى عليه السلام فمه مرَّة إثْر مرة أثناء محاكمته وفقاً " للوثائق المكتوبة " . أما فيما يتعلق بأولئك الذين يرفضون أن يروا أو أن يسمعوا نستطيع أن نقول إن عزاءنا في إنكارهم الحق ينبع من أقوال السيد المسيح عليه السلام إذ يقول : " لأنهم مبصرون لا يبصرون وسامعون لا يسمعون ولا يفهمون " ( متى 13 : 13 ) .
الابتزاز :
في القضية موضع الدراسة يجد بيلاطس أن يسوع ليس مذنباً ! لكن أعداء يسوع الحاقدين يلجأون إلى المساومة والابتزاز مع بيلاطس فيقولون : " إن أطلقت هذا فلست بمحباً لقيصر . كل من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر " ( يوحنا 19 : 12 ) وأثناء إجراء المحاكمة ترسل زوجة بيلاطس إليه رسالة تقول " إياك وذلك البار لأني تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله " ( متى 27 : 19 ) .
ومع أن بيلاطس كان يحاذر أن يصدق على حكم الإعدام على أحد الرعايا الأبرياء غير الضارين ، ورغم توسل زوجته العزيزة ، فإنه لم يستطع أن يتغلب على ضغط اليهود . وأجبر على أن يستسلم لصياح اليهود خارج القصر صارخين :
" ليصلب .. " " أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلاً إني برئ من دم هذا البار " (متى 27 : 24 ) وقال لهم أنتم أبصر بهذا الاتهام الظالم . وأسلم إليهم يسوع لكي يصلب .

أشهد أن لا إله إلا الله..... وأشهد أن محمد رسول الله
صاحب الموضوع هو محمد إبراهيم جودةTHE BOSS king
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصلب بين الحقيقة والخيال 6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
AL-MaS :: المنتديات العامه :: المنتدى العام-
انتقل الى: